الإخلاص سر التقدم

هوية الكتاب

تأليف اية الله السيد محمد الحسيني الشيرازي

الطبعة الأولي/ 1424ه_ / 2003م

مركز الرسول الأعظم صلي الله عليه و اله للتحقيق والنشر

بيروت لبنان ص ب 5955 / 13 شوران

الطليعة

بسم الله الرحمن الرحيم

وما أمروا إلا ليعبدوا الله مخلصين له الدين حنفاء

سورة البينة: الآية: 5

كلمة المركز

بسم الله الرحمن الرحيم

الحمد لله ربِّ العالمين والصلاة علي سيد الأنبياء والمرسلين محمد بن عبد الله وآله الطيبين الطاهرين وسلَّم تسليماً كثيراً.

أما بعد..

فالإخلاص سر من أسرار الله تعالي، يودعه في قلب من يشاء من عباده، ليسيروا بهداه، لا توقفهم عقبة، ولا تلهيهم مغريات الدنيا الفانية، حتي يصلوا إلي الغاية التي ما بعدها غاية، والفوز الذي ليس فوقه فوز، كما يقول الإمام علي عليه السلام: «الإخلاص غاية»(1).

ويقول عليه السلام في مقام آخر: «الإخلاص أعلي فوز»(2).

والإخلاص ليس طريقاً إلي ثواب الآخرة فحسب، بل هو طريق إلي تقدم الإنسانية، وهو سرُّ كل تطور يشهده البشر.

فالإخلاص في تربية الأبناء يبني مجتمعاً متماسكاً وقادراً علي البقاء والتقدم والرقي.

والإخلاص في التعليم والتعلُّم يسمو بالمجتمعات إلي مراتب عالية في الحضارة والعلم.

والإخلاص في النصيحة والمشورة يؤسس أرضاً خصبة لنمو شجرة الأخوة الإنسانية بين أفراد المجتمع.

والإخلاص في الدفاع عن الوطن يبعد أيدي الأعداء الذين يحاولون المساس بالوطن وأرضه وشعبه وخيراته.

وبعبارة موجزة يمكن القول: إن الإخلاص في العمل _ أيّ عمل كان __ سيؤدي إلي الوصول إلي الأهداف المرجوة من ذلك العمل، بل هو أقرب الطرق وأكثرها استقامة إلي تلك الأهداف، لأنه طريق لا تعتريه عثرات الجهل، ولا يخيم عليه ظلام الشر، ولا يقود مرتاديه إلي مهاوي الردي والضلال.

فما قولك إذا كان الإخلاص متوجهاً من العبد إلي المعبود عزوجل وإلي أوليائه عليهم السلام؟.

وما قولك حين تري كيف يتفاني العبد في ذات ربه المقدسة، ويخلص له في كل حركة أو قول أو فعل أو سكون؟

إنه بلا ريب نِعم الإخلاص، فإنه مما يضمن لصاحبه أجر الدارين: